مقالات وكتابات


الإثنين - 29 يونيو 2020 - الساعة 06:27 م

كُتب بواسطة : محمد صائل مقط - ارشيف الكاتب



بالأمس الصبح أو ليس الصبح بقريب ..رجوت أستاذنا منصور العلهي… أن يصاحبني إلى ضواحي الريف… مطارح الاهل والخلان…
لتوصيل أمي المسنة والتي بكت وتمنت علي ان ارحل بها للقرية ..محل ميلادها ومسقط رأسها… حالما ضاقت بها الحيل ذرعا واستبد بها الملل من مدينة مودية الجميلة… فأمنيت أمي ان تموت وتقبر على تراب ارض البدو والرعيان…
أوجعتني دموع أمي المسنة وهي على آخر العمر ..فهيجني البكاء والنحيب مابين فراقها وتلبية دعوتها…
اخذتها على مضض ومع هجير شمس الظهيرة ..امتطينا سيارتي الكورلا المسمى زوبه…
رافقتني في رحلتي ابنتي ريحان ..وريحان عيني وقلبي ..التهمت الطرقات ..وطويت المسافات على عجل ..وخوفا ان يأتي الليل ويرخي سدوله ..وانا رجل شائب وسراجات الحوافل والعربات ليلا وإنعكاس الضوء قد يجعلني ارتكب حادث مروري ..
فعليه ان اسابق الزمن لأعود قبل المغيب ..اوصلت أمي القرية وفرحت وتنفست الصعداء ..ثم وادعتني وامطرتني بالقبل…
واومأت بكلتا يديها وبلغة الإشارة سلمت عليه ..وسلم ولو حتى بكف الإشارة يامن على قلبي وليت الامارة ..عطفنا راجعين .وتركت ريحانه تغط في نومها جراء متاعب ومواعث السفر…
وصلت مع صلاة المغرب ..وتوجهت لمسجد الانصار لأدفن همومي وكربت وحشتي عن فراق أمي مع كلمات الله من تناول الآيات والقرءان الكريم…
ثم عدت بعد صلاة العشاء وذهبت في رحله مع النوم ومااطال النوم عمرا ولاقصر في الاعمار طول السهر ..
وقبل صلاة الفجر وجدت وابلا من الرسائل من الصديق محمد الفقيرية يخطرني بوفاة والد شيخنا احمد صالح العيسي مدير شركة اعالي البحار…
فتولدت لدي ذكريات من أيامنا ولقائتنا بالشخ العيسي وعلى باص الرويشان الى محافظة الحديدة عروس البحر الأحمر… الشيخ احمد بن صالح العيسي صافي السريرة ويعامل الناس بالسوا…
وتحضرني الذاكرة قبل خمسة عشر من السنين المواضي ..حالما وصلنا ليلا ..ولم نتحصل على مأوى في استراحة الميناء مالكها الشيخ العيسي…
واتصل الفقيرية بالعيسي وطلب منه ان يعطيه مدير الاستراحه وامره على الفور ان يرحل كباتنت السفن الى فندق البحر الأحمر…
وقد اعترانا لتلك الواقعه الخجل وتولدت لدينا وفي نفوسنا انطباعات طيبه لن ننساها طول ماحيينا…
رحم الله والد شيخنا احمد بن العيسي ..رحمة الابرار واسكنه دار القرار… وإنا لله وإنا اليه راجعون ..
بقلم محمد صائل مقط ..