مقالات وكتابات


الثلاثاء - 17 يوليه 2018 - الساعة 06:55 م

كُتب بواسطة : عمر الحار - ارشيف الكاتب


قدر مدينة عدن الجميلة والعاشقة لسلام ان تظل تدفع ضريبة دم الاخوة المسفوح على ارضها من عهد الفتنة اﻷولى للأخوين هابيل وقابيل ويبقى نواح الغراب دليل عليها الى اليوم .

قدر هذه المدينة المقهورة من ابنائها يتجدد ويكتب بدماء الاجيال منهم وتنسى موتها معهم لأجل ربما معلوم وتصحوا عند عودة اول الافواج للغربان من تلك المقابر .

كاذب من قال بانها لا تعرف الاحزان وهي من تغذت بمياه البحر كي تبكي على قتل بنيها واستعانت بصديق ليساعدها حتى في النواح عليهما كاذب من قال بانها لا تعرف الافراح وهي من تخضب كفها بصبغة المخزون من دمهم وتغتسل مع شروق الشمس في حمامها الساخن بشلال الدماء المسفوح في الطرقات والفائض من باطن الارض التي شبعت من القتلى ليوم او لعام .

لا فرق بين مدينة تقتات ان جاعت على جثث الضحايا وتنسى موتهم لولى غراب ناح في الافاق وبالصمت عليهم او من يختفي ما بين اكوام القمامة ليواريهم فيها بسوء ضميره الغائب والمعتل والضامر باشكال التآمر والخيانة .

من تخوم الغيب بشر ابن زرقاء اليمامة بموتنا القادم على ارض عدن وكيف تجري في ميادين السباق تعليمهم للرقص على اشلاء ضحاياهم وكيف يشربون من دمائهم الزكية نخب الانتصار للضياع الجديد للمدينة التي تستعد لوداع البحر ان سمح الغراب لها بذلك .

قد تموت عدن على طريقة قتلهم بالذبح بالسكين او حرقا او غرقا بماء البحر او شنقا بأوردة الضحايا او بانفجار مفخخات الموت فيها لكنها قد تشترط ان يموت غراب البين معها ليختفي دليل الجريمة .