الإثنين - 23 مارس 2020 - الساعة 02:36 م
قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ .
في هذه الأية بلاغة عظيمة فالموت قادم لا محاله وفي النهاية لا ينفع مال ولا بنون ولا سلطان لن ينفعك إلا عملك.
٢٤ساعة من التفكير في الموت وشريط الأعمال يعرض أمام عيني والعقل الباطن يرسل أشارات الموت وشريط ذكريات الأموات يعرض أمام عيوني لحظات صعبة.
البداية: في منزلي الخاص جالس وحيدًا وفجأة مع دقات الساعة التاسعة مساءً رجفة تسيطر عليه وأرتفاع درجة حرارة .
جلست أكذب أحساسي ولكن الرعشة بجسدي تزيد.. راجعت شريط ذكريات اليوم أين ذهبت وماذا صنعت لا شيء سوا حضور مراسم جنازة والصلاة على المتوفي وتعزية أسرته في طابور من السلامات ... ها قد يكون هذا السبب ؟
تبسمت وقولت : لو أصبت بفيروس كورونا بسبب هذا فأعتقد أن الله سيغفر لي ذنوب كثيرة إن وافتنى المنية.
المهم أغلقت أبواب المنزل وذهبت إلي منزلي الأخر فتحت الباب الرئيسي بمنديل علي المفتاح حتي لايصاب أحد من أسرتي، دخلت علي صنبور المياه وغسلت يدي جيدا بالصابون والكحول وأغلقت الأنوار ودخلت غرفه منعزله وأنا أسير على أطراف أصابعي حتي لا يشعر بي أحد ويستيقظ وفجأة وجد باب الغرفة يفتح وزوجتي أمامي..
قالت لماذا تنام؟
هنا قولت لها: أشعر بالنهاية وبأصابتي بفيروس كورونا ولذا قررت أن أكون في حجر صحي منفرد .
قالت: كورونا أيه بس بلاش أوهام أنت زي الفل أدخل الغرفة الأخري عشان الجو برد .
قولت لها: لا أخشي عليكي من الإصابة أتركني وحيدا .
فقالت: أهلا وسهلا بكورونا لو كانت منك فالحياة بدونك ليس لها قيمة وإن كنت محق في تشخيص حالتك فلن أغادر حتي تنتقل لي العدوي ونموت سويا أو نحيا سويا.
المهم أقنعتها بمغادرة الغرفة بعدما أقسمت عليها وروحت في النعاس وفجأة أستيقظت وجدها فوق رأسي تصنع لي الكمدات فتبسمت أنتي بتعملي أيه؟
قالت: جنبك ماليش في الدنيا غيرك .
فجلست مستيقظ حتي الصباح وذهبت إلي أقرب مستشفي لمعرفة تشخيص الحالة والحمد لله أخبرني الطبيب أن السخونية ناتجة عن أحتقان بالحنحرة بسبب كثرة التدخين وطلبت مني الحد من التدخين وذهبت إلي المنزل ولكن شخص جديد.
زوجتي الغالية رمز الوفاء والقيم والدين والأخلاق بحبك