مقالات وكتابات


الإثنين - 02 يوليه 2018 - الساعة 10:57 م

كُتب بواسطة : سعيد النخعي - ارشيف الكاتب


هناك مجموعةر من التساؤلات التي تطرح نفسها بصورة ملحة ،وبحاجة إلى إجابة صادقة وواضحة ، من أولئك الذين يستنكرون زيارة علي محسن لعدن ، ويهوّلون من هذه الزيارة ؛ كما لو كانت زيارة مناحيم بيجن للقدس ، ومن ينظر إلى الإرجاف واللقط الذي يثيره هؤلاء حول زيارة علي محسن لعدن ؛ سيرى خواء عقول القوم ، وضحالة تفكيرهم ، وهزالة العقلية التي يديرون بها معاركهم السياسية ، المعتمدة على الشحن العاطفي ، والنفخ في رماد الأحداث الماضية كحرب 94م ، فاوقفوا عقارب الزمن عندها ، والنفخ في جذوتها ، والتذكير بها ، في حين يغضّون الطرف عن حرب حرب 2015م التي كان طارق أحد قادتها، ولاتزال آثارها ماثلة حتى اللحظة ، فإذا كان موقفكم هذه حميّة وغيرة على ماتعرض له الجنوب على يد محسن في 94م ، كيف تأوون وتساندون من قاد حرب 2015م التي لاتزال آثار الخراب والدمار الذي الحقته بالجنوب ماثلة أمام عيونكم ، ودماء الأبرياء الذين سفكها قناصته لم تجفّفها حرارة الشمس ، وآثار أقدام القناصة لم تمحها الرياح ... لأن الانتقائية تبعث على الريبة في صدق موقفكم من الرجل ، والإفراط في التهويل دليل على أن البكاء ليس وجعا على الميت ؛ بقدر ماهو مجاملة للقائمين على العزاء .

كيف تستنكرون زيارة مناحيم بيجن للقدس ، عفوا علي محسن لعدن ، وهو صاحب صفة رسمية في الشرعية التي جاء التحالف لاستعادتها ، وكنتم جزءا منها ، فما هي الغرابة في زيارة نائب رئيس لمدينة يفترض أنها عاصمة لدولة هو نائب رئيسها ؟

ثم إن من يقارن بين علي محسن وطارق سيجد أن لدى علي محسن ما لايملكه طارق ، من حيث الصفة الرسمية ، أو المواقف السياسية الشخصية ، فمن الناحية الرسمية علي محسن نائب رئيس ، وطارق طالب الله على جهاله .
علي محسن مع الشرعية من أول يوم ، بينما طارق مع الانقلاب إلى آخر يوم ، ولم يتخلى عن الحوثيين إلا حين ادخلوا عمّه الثلاجة ، التي لازال فيها .

علي محسن يعترف بشرعية الرئيس هادي التي هي أساس العملية السياسية ، والتي جاء التحالف لاستعادتها ، وهو نفس التحالف الذي يستلمون مخصصاتهم منه ، والذي يتبنّى مشروع الإقاليم ، في حين طارق لايعترف لابمشروع الأقاليم ولا بمشروع الانفصال ، ولايعترف إلا بمشروع ، علي عبدالله صالح الوحدة أو الموت ، إذا ماذا سيجنيه الجنوب من لملمة خردة عفاش المنتهية الصلاحية في معسكرات بئر أحمد ، وماهو العائد على الثوار من موالاتهم لطارق ، وتبرؤهم من محسن ؟
أسئلة تبحث عن إجابة ، بعيدا عن لغة الاتهام والتخوين ، وقراءة النوايا .